مرحباً بعقول منيرة وعيون بصيرة

فضفضة منذ الصغر، صُقلت حتى أصبحت موهبة، أرادت أن تشارككم موهبتها، فمنهنا نبدأ الكلـمات قائلين يا أهـلاً وسـهلاً

السبت، 20 مارس 2010

ماذا يفيد الاعتذار من بعدي ؟



عيناي غائرتان في حال ليس بحال اعتادته روحي
اشعر بالقهر والغيظ لما يجري
اخاف من البوح أكثر ، فأغرق
واخاف من الكِتمان ، فأخنق
وحيدة بجانب الحائط ، أركن
في تلك الزاوية الشِمالية من الجهة الأمامية للباب
تحدثت مع القمر والليل والنجوم والعيون
لكنهم رحلوا !
رحلوا لأجل ترانيم الهوا في الحانة الأخرى
تركوني كما أنا ، أموت ببطئ
تركوني مع غرغرة روحي عند حلقي
حتى بِتُ أصر على بلعها ، لأجل ساعة العيش التي كتبت لي
لا صوت في حلقي
لا صوت سوى المعدات والأجهزة
نقرات الأزرار وصرير الباب
ضجيج المكيف وهزيز الرياح
لا صوت صوتي ، سوى نفَسي مني
وأنيني وطنين أذني
لم يبقى فيّ سوى حزني
فدمعي وحدتي
لا يقترب منهما أحد
وعند بريق عيني الكل حولي في سعد
هكذا هي الحياة لهو ولعب
وهذه هي الانسانية في زمن صعب
حتى زاد خوفي من غضب الذئب
نعم أخافه
أخاف نظراته وعواءه
فأنا لا أقوى على السير بمفردي ، ونظراته تسيران معي
تترقباني ، تكبران معي
انفه يسير نحوي ـ يشتم أخباري وملابسي المصفدة في خزانتي
يستنشق عطري
فلم تساعدني الرياح على ضياع هويتي
كشفت عني بهدوء
ارهقني برد الرياح في صحراء لا أحد فيها سواه
اتعبني عطشي في ليل بارد
اختلفت موازين حياتي ، فلم أعد أرى سوى رماد شعره
فارتميت على ضعفي ، اتوسل إليه أن يعيد إليّ قوتي
لكن لا فرار من الالم ،
حتى عند الموت وسكراته
والضحك وقهقهاته
والقلب وزفراته
والعين وهمزاته
يا ترى ..
كم من الأقدام التي مرت على قبري قبل كفني ؟
كم من العيون التي بكت على فراقي قبل رحيلي ؟
أخاف أن أكون كائناً صغيراً دقيقاً لا يرى
أخاف أن أكون حقيراً يذهب سدى
فقط ، أخاف أن أظلم قبري بيدي
وأقطع حبل سري بأظافري
وأصبح بلا شيء
أخاف كثيراً من الناس ومني
أخاف مني على الناس
وأخاف من صوتٍ يعلو خلف ظهري
كلماتي لست أفهمها
وعقلي لا يستوعبها
مازلت لا أفهم رغم فهمي
مازلت أضيع في كل يوم لأجد نفسي
ولكن ...
ماذا يفيد الاعتذار من بعدي ؟

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

تحية وبعد..
جميل ما قرأته
جميل حسك ..
جميلة صورك وتشبيهاتك..
جميل استخدامك للضجيج والهزيز والصرير..
وصفت حالة مؤلمة ربما
اعتقد انها قريبة من واقع نعيشه..

أصدق أمنياتي
أمير

غير معرف يقول...

رائع ما شا الله ،اكتشفت شي جديد فيك،ما كنت بعرف إنك كاتبه مبدعة..
مبسوطة إني توصلت لمدونتك..الى الأمام عزيزتي..
تقبلي إعجابي
شذى

SMH يقول...

أمير ،

انها المرآة التي تعكس تلك الأشياء الصغيرة أمام أعيننا ،
..
انها صورة واقعية كما تراها عينك
وخيالية كما يراها البعض الآخر
..
إنها الضاد والصاد
لك الشكر والتقدير على هذه المشاركة الطيبة والتواصل الذي لا عدمت منه إن شاء الله تعالى

وفقك الله لما تحبه وترضاه

SMH يقول...

العزيزة شذى ،

أعيننا ترى كل شيء يومياً لكنها لا ترى كل شيء !
قد نحتاج عمر طويل لرؤية شيء كنا نراه يومياً ولم يكن يعنينا إلا قليلاً
..
فخورة أنا بصديقة مثلك

شكراً لكِ شذى شكراً

= )

غير معرف يقول...

اعتقد ان ما قراته هو اجمل ما قرات
ولكن كنت اظن ان يخرج من الانسان افضل كتاباته وتعجب القراء ما هو دافىء و رائع و متفائل
اشجعك ولكن هناك في الحياه ورود و زهور وقمر وفراش و ربيع وصباح وقهوه
ليست كل ما في الدنيا ظلام و ذئب وخوف
لنلقي نظره للدنيا
فيها العسل والعلقم
فيها الملح والعذب
علينا ان نختار
جميل ما قرات و رائع ما كتبتي ولكن
لم نشبع بعد من القراه .....اكتبي لا تتوقفي

غير معرف يقول...

اعتقد ان ما قراته هو اجمل ما قرات
ولكن كنت اظن ان يخرج من الانسان افضل كتاباته وتعجب القراء ما هو دافىء و رائع و متفائل
اشجعك ولكن هناك في الحياه ورود و زهور وقمر وفراش و ربيع وصباح وقهوه
ليست كل ما في الدنيا ظلام و ذئب وخوف
لنلقي نظره للدنيا
فيها العسل والعلقم
فيها الملح والعذب
علينا ان نختار
جميل ما قرات و رائع ما كتبتي ولكن
لم نشبع بعد من القراه .....اكتبي لا تتوقفي

SMH يقول...

غير معروف ،
لأنك تدرك من أنت ، فأنا أكتفي بمعرفتك!
تبدو كالذئب الذي يترقبني من بعيد
ولا أقصد الإساءة !
لأن الذئب قد يكون صديقاً للإنسان من وجهة نظري ..
فبالحب يستطيع الفارس ترويض الحصان الهائج ، وبالحب يصبح النمر وليفاً !
مسكين هو الذئب ، دائماً يظلم من الناس لكنه معذور ، فهو لا يترقب أي أحد ، لأنه يعني ما يريد !
..
يا كاتب الحروف والسطور
تريث قليلاً ، فعندما بدأت كلماتي عن الحزن شرحت بأنني لست ُحزينة طيلة وقتي
وخاصة عند قولي " عيناي غائرتان في حال ليس بحال اعتادته روحي "
أي أنها فترة زمنية محددة

أما عن الفرح ،
صدقت ،قد نحتاج إلى حروف لنعبر فيها عن فرحنا ، لكن من وجهة نظري
أرى الإبتسامة والضحك والدموع أقرب وسيلة للسرور من الكلمات المكتوبة
فعند السعادة لا وقت للكتابة !
أليس كذلك ؟


كن بالجوار لتقرأ أكثر
فدائماً هناك وقت للقهوة والبسمة والدمعة والنظرة والحكمة والشقاوة

يا مرحباً بك