مرحباً بعقول منيرة وعيون بصيرة

فضفضة منذ الصغر، صُقلت حتى أصبحت موهبة، أرادت أن تشارككم موهبتها، فمنهنا نبدأ الكلـمات قائلين يا أهـلاً وسـهلاً

الأربعاء، 10 فبراير 2010

شّمسٌ فِي الظَلامْ


(1)
جاءني الوجع في ليلة باردة
ليلة لا غطاء فيها إلا أوراق الزهور المنسية
أرهقتني روحي وبت ابكي
وأبكي وحدي ، حيث لا ضجر في سواد الليل
آنسني صوتي الوحيد مع ألمي ..
كنت أتألم لإنحباس الماء في مقلتي ،
نسيت ألمي وانشغل تفكيري في مدى حرقة الدموع
كنتُ أتسائل ..
لماذا دمعي بارد لا ملوحة فيه ،
وفي أحيان أخرى كانت دموعي دافئة وشديدة الملوحة
ما سر الماء الذي يخرج من عيني ؟
(2)
جائتني ساعة خروج الروح ،
وتعلق طرفها بقلبي والنصف الآخر يحاول الخروج مني ،
تنازعت وتلاشت وبقيت تشد فيّ ، وتضغط فيني كمطرقة تطرق مسمار
أصبحت روحي معلقة ، كمشط في شعر مجعد ، لا يقوى على الانسحاب من كومة الشعر الجافة
تسائلت أين الليل الذي اعتادته راحتي ؟
افتقدته كثيراً ولم يسعفني القمر بضوئه لرؤيته
ضاع في لون الظلام وتهت أنا معه
انقضى لأربع أيام أو خمس أو ست ، لست أدري كم من الأيام مرت عليّ،
كأنها مضي قرون من الزمن الطويل
وكأنني أضعت التقويم الشهري وعدت إلى زمنٍ لا توقيت فيه
تسائلت من جديد وطال السؤال بلا جواب
أين الوعود التي احتار عاشقيها في وصفها ؟
أين الوعود التي تفوهت بها الأفواه ؟
ماذا عن الآذان التي صدقت حديث الشفاه !
لم تعد أحاديثهم براقة كما عهدها محبيها !
لقد غابت عندي وأشرقت في جهة أخرى لست أنا من يعيش فيها
(3)
جاءك العذاب رغم ابتسامتك الحنونة
مازالت قدماك ثابتتان في أرض غير ثابته !
غرست أقدامك في أرض طين لّينه
تنتظر ساعة انتصاب الشمس لرؤية ظلها تحت قدميها
تنظر إلى انسكاب الرمل من ساعتها ، وتمضي حبة تلو الأخرى في عَجلْ
الكل حول القطرة يلهث وينادي للحياة
وما القطرة إلا روح ذاك الليل في سبات
انتظار يجدده انتظار ، واشعة الشمس تبقى محتفظة بأشعتها ذاتها
اعتادت رسم الشمس منذ الصغر على أرواق الرسم المستطيلة في دفتر الرسم الحكومي الذي يقتنيه كافة الشعب
تسائلت من جديد ، لماذا تختلف الأنامل في رسم الزهور وتلوينها عدا الشمس
الكل يرسم الشمس بكرويتها ، واشعتها الطويلة والقصيرة ، كأنه قانون لا شواذ فيه !
وانتظرت من جديد لرؤية تلك العيون كانتا رمز الحب والأمان والجمال
خافت على نفسها من الجميع ، لأن الجميع يجلس حولها لساعات محاولين سرقة أي شيء تملكه
فالكل يحب الامتلاك والسيطرة على الجمال
أما عن تلك العيون ، فقد اشترت عيناها وهربت ،
لم تجرؤ على السرقة ، إلا بأخذ ورقة مدون أدناها
موافق !
__________________________
تحذير: فلهذة المادة قانون حفظ يستند على قامة فكرية ودستور يمنع كل تجاوزٍ بالنشر دون النسب للمصدر في أي بقاع إعلامية